فصل: قال الزمخشري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الزمخشري:

سورة الضحى:
مكية.
وآياتها 11.
نزلت بعد الفجر.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة الضحى: الآيات 1- 3]

{والضحى (1) وَالليل إِذا سجى (2) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قلى (3)}.
المراد بالضحى: وقت الضحى، وهو صدر النهار حتى ترتفع الشمس وتلقى شعاعها.
وقيل:
إنما خص وقت الضحى بالقسم، لأنها الساعة التي كلم فيها موسى عليه السلام، وألقى فيها السحرة سجدا، لقوله: {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} وقيل: أريد بالضحى: النهار، بيانه قوله: {أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى} في مقابلة بَياتاً. سجى سكن وركد ظلامه.
وقيل: ليلة ساجية ساكنة الريح. وقيل معناه: سكون الناس والأصوات فيه. وسجا البحر: سكنت أمواجه.
وطرف ساج: ساكن فاتر {ما وَدَّعَكَ} جواب القسم. ومعناه: ما قطعك قطع المودع.
وقرئ بالتخفيف، يعنى: ما تركك.
قال:
وثمّ ودعنا آل عمرو وعامر ** فرائس أطراف المثقّفة السّمر

والتوديع: مبالغة في الودع، لأنّ من ودّعك مفارقا فقد بالغ في تركك. روى أنّ الوحى قد تأخر عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أياما. فقال المشركون: إنّ محمدا ودعه ربه وقلاه.
وقيل: إنّ أم جميل امرأة أبى لهب قالت له: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فنزلت.
حذف الضمير من قلى كحذفه من {الذَّاكِراتِ} في قوله: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ} يريد: والذاكراته ونحوه: {فآوى...} {فهدى...} {فأغنى} وهو اختصار لفظي لظهور المحذوف.

.[سورة الضحى: الآيات 4- 5]

{وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأولى (4) ولسوف يُعْطِيكَ رَبُّكَ فترضى (5)}.
فإن قلت: كيف اتصل قوله: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأولى} بما قبله؟
قلت: لما كان في ضمن نفى التوديع والقلى: أنّ اللّه مواصلك بالوحي إليك، وأنك حبيب اللّه ولا ترى كرامة أعظم من ذلك ولا نعمة أجل منه: أخبره أن حاله في الآخرة أعظم من ذلك وأجل، وهو السبق والتقدّم على جميع أنبياء اللّه ورسله، وشهادة أمته على سائر الأمم، ورفع درجات المؤمنين وإعلاء مراتبهم بشفاعته، وغير ذلك من الكرامات السنية {ولسوف يُعْطِيكَ رَبُّكَ فترضى} موعد شامل لما أعطاه في الدنيا من الفلج والظفر بأعدائه يوم بدر ويوم فتح مكة، ودخول الناس في الدين أفواجا، والغلبة على قريظة والنضير وإجلائهم، وبث عساكره وسراياه في بلاد العرب، وما فتح على خلفائه الراشدين في أقطار الأرض من المدائن وهدم بأيديهم من ممالك الجبابرة وأنهبهم من كنوز الأكاسرة، وما قذف في قلوب أهل الشرق والغرب من الرعب وتهيب الإسلام، وفشوّ الدعوة واستيلاء المسلمين، ولما ادّخر له من الثواب الذي لا يعلم كنهه إلا اللّه.
قال ابن عباس رضى اللّه عنهما: له في الجنة ألف قصر من لؤلؤ أبيض ترابه المسك.
فإن قلت: ما هذه اللام الداخلة على سوف؟
قلت: هي لام الابتداء المؤكدة لمضمون الجملة، والمبتدأ محذوف. تقديره: ولأنت سوف يعطيك، كما ذكرنا في:
لا أقسم، أن المعنى: لأنا أقسم، وذلك أنها لا تخلو من أن تكون لام قسم أو ابتداء، فلام القسم لا تدخل على المضارع إلا مع نون التأكيد، فبقى أن تكون لام ابتداء، ولام الابتداء لا تدخل إلا على الجملة من المبتدإ والخبر، فلابد من تقدير مبتدإ وخبر، وأن يكون أصله:
ولأنت سوف يعطيك.
فإن قلت: ما معنى الجمع بين حرفى التوكيد والتأخير؟
قلت: معناه أن العطاء كائن لا محالة وإن تأخر، لما في التأخير من المصلحة.

.[سورة الضحى: الآيات 6- 8]

{أَلَمْ يَجِدْكَ يتيماً فآوى (6) وَوَجَدَكَ ضالا فهدى (7) وَوَجَدَكَ عائلا فأغنى (8)}.
عدّد عليه نعمه وأياديه، وأنه لم يخله متها من أول تربيه وابتداء نشئه، ترشيحا لما أراد به، ليقيس المترقب من فضل اللّه على ما سلف منه، لئلا يتوقع إلا الحسنى وزيادة الخير والكرامة:
ولا يضيق صدره ولا يقل صبره. و{أَلَمْ يَجِدْكَ} من الوجود الذي بمعنى العلم: والمنصوبان مفعولا وجد. والمعنى: ألم تكن يتيما، وذلك أنّ أباه مات وهو جنين قد أتت عليه ستة أشهر وماتت أمّه، وهو ابن ثمان سنين، فكفله عمه أبو طالب، وعطفه اللّه عليه فأحسن تربيته.
ومن بدع التفاسير: أنه من قولهم «درّة يتيمة» وأن المعنى: ألم يجدك واحدًا في قريش عديم النظير فآواك. وقرئ: {فآوى}، وهو على معنيين: إما من أواه بمعنى آواه. سمع بعض الرعاة يقول:
أين آوى هذه الموقسة وإما من أوى له: إذا رحمه ضالا معناه الضلال عن علم الشرائع وما طريقه السمع، كقوله: {ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتاب} ُ.
وقيل: ضل في صباه في بعض شعاب مكة، فردّه أبو جهل إلى عبد المطلب.
وقيل: أضلته حليمة عند باب مكة حين فطمته وجاءت به لتردّه على عبد المطلب.
وقيل: ضل في طريق الشام حين خرج به أبو طالب، فهداك: فعرفك القرآن والشرائع. أو فأزال ضلالك عن جدك وعمك. ومن قال: كان على أمر قومه أربعين سنة، فإن أراد أنه كان على خلوهم عن العلوم السعية، لنعم، وإن أراد أنه كان على دينهم وكفرهم، فمعاذ اللّه، والأنبياء يجب أن يكونوا معصومين قبل النبوّة وبعدها من الكبائر والصغائر الشائنة، فما بال الكفر والجهل بالصانع {ما كانَ لَنا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} وكفى بالنبي نقيصة عند الكفار أن يسبق له كفر عائلا فقيرا. وقرئ: {عيلا}، كما قرئ: {سيحات} وعديما فأغنى فأغناك بمال خديجة. أو بما أفاء عليك من الغنائم.
قال عليه السلام: «جعل رزقي تحت ظل رمحي» وقيل: قنعك وأغنى قلبك.

.[سورة الضحى: الآيات 9- 11]

{فَأَمَّا اليتيم فَلا تقهر (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تنهر (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فحدث (11)}.
{فَلا تقهر} فلا تغلبه على ماله وحقه لضعفه. وفي قراءة ابن مسعود: {فلا تكبر} وهو أن يعبس في وجهه. وفلان ذو كهرورة: عابس الوجه. ومنه الحديث: فبأبى وأمى هو، ما كهرنى.
النهر، والنهم: الزجر. عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا رددت السائل ثلاثا فلم يرجع، فلا عليك أن تزجره» وقيل: أما إنه ليس بالسائل المستجدي، ولكن طالب العلم: إذا جاء فلا تنهره. التحديث بنعمة اللّه: شكرها وإشاعتها. يريد: ما ذكره من نعمة الإيواء والهداية والإغناء وما عدا ذلك.
وعن مجاهد: بالقرآن، فحدث: أقرئه، وبلغ ما أرسلت به.
وعن عبد اللّه بن غالب أنه كان إذا أصبح يقول: رزقني اللّه البارحة خيرا: قرأت كذا وصليت كذا، فإذا قيل له: يا أبا فراس مثلك يقول مثل هذا؟ قال: يقول اللّه تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فحدث} وأنتم تقولون: لا تحدث بنعمة اللّه. وإنما يجوز مثل هذا إذا قصد به اللطف، وأن يقتدى به غيره، وأمن على نفسه الفتنة. والستر أفضل. ولو لم يكن فيه إلا التشبه بأهل الرياء والسمعة: لكفى به. وفي قراءة على رضى اللّه عنه: فخبر. والمعنى: أنك كنت يتيما، وضالا، وعائلا، فآواك اللّه، وهداك: وأغناك، فمهما يكن من شيء وعلى ما خيلت فلا تنس نعمة اللّه عليك في هذه الثلاث. واقتد باللّه، فتعطف على اليتيم وآوه، فقد ذقت اليتم وهو انه، ورأيت كيف فعل اللّه بك، وترحم على السائل وتفقده بمعروفك ولا تزجره عن بابك، كما رحمك ربك فأغناك بعد الفقر، وحدّث بنعمة اللّه كلها، ويدخل تحته هدايته الضلال، وتعليمه الشرائع والقرآن، مقتديا باللّه في أن هداه من الضلال.
عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة والضحى جعله اللّه فيمن يرضى لمحمد أن يشفع له وعشر حسنات يكتبها اللّه له بعدد كل يتيم وسائل». اهـ.

.قال الماوردي:

قوله تعالى: {والضحى} هو قَسَمٌ، وفيه أربعة أوجه:
أحدها: أنه أول ساعة من النهار إذا ترحلت الشمس، قاله السدي.
الثاني: أنه صدر النهار، قاله قتادة.
الثالث: هو طلوع الشمس، قاله قطرب.
الرابع: هو ضوء النهار في اليوم كله، مأخوذ من قولهم ضحى فلان الشمس، إذا ظهر لها، قاله مجاهد، والاشتقاق لعلي بن عيسى.
{والليل إذا سجى} وهو قَسَم ثان، وفيه خمسة تأويلات:
أحدها: إذا أقبل، قاله سعيد بن جبير.
الثاني: إذا أظلم، قاله ابن عباس.
الثالث: إذا استوى، قاله مجاهد.
الرابع: إذا ذهب، قاله ابن حنطلة عن ابن عباس.
الخامس: إذا سكن الخلق فيه، قاله عكرمة وعطاء وابن زيد، مأخوذ من قولهم سجى البحر إذا سكن، وقال الراجز:
يا حبذا القمراءُ والليل الساج ** وطُرُقٌ مِثْلُ ملاءِ النسّاج

{ما ودَّعَكَ ربُّكَ وما قلى} اختلف في سبب نزولها، فروى الأسود بن قيس عن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رُمي بحجر في إصبعه فدميت، فقال:
هل أنت إلاّ أصبعٌ دَميتِ ** وفي سبيل اللَّه ما لَقِيتِ

قال فمكث ليلتين أو ثلاثاً لا يقوم، فقالت له امرأة يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فنزل عليه: {ما ودعك ربك وما قلى}.
وروى هشام عن عروة عن أبيه قال: أبطأ جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم فجزع لذلك جزعاً شديداً، قالت عائشة: فقال كفار قريش: إنا نرى ربك قد قلاك، مما رأوا من جزعه، فنزلت: {ما ودعك ربك وما قلى}، وروى ابن جريج أن جبريل لبث عن النبي صلى الله عليه وسلم اثنا عشرة ليلة فقال المشركون: لقد ودع محمداً ربُّه، فنزلت: {ما ودعك ربك وما قلى}.
وفي {وَدَّعَك} قراءتان:
أحدهما: قراءة الجمهور ودّعك، بالتشديد، ومعناها: ما انقطع الوحي عنك توديعاً لك.
والثانية: بالتخفيف، ومعناها: ما تركك إعراضاً عنك.
{وما قلى} أي ما أبغضك، قال الأخطل:
المهْديات لمن هوين نسيئةً** والمحْسِنات لمن قَلَيْنَ مقيلاً

{ولَلآخرةُ خير لك مِنَ الأولى} روى ابن عباس قال: عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته من بعده، فسُرّ بذلك، فأنزل الله تعالى: {وللآخرة خير لك من الأولى} الآية.
وفي قوله: {وللآخرة خير لك من الأولى} وجهان:
أحدهما: وللآخرة خير لك مما أعجبك في الدنيا، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: أن مآلك في مرجعك إلى الله تعالى أعظم مما أعطاك من كرامة الدنيا، قاله ابن شجرة.
{ولسوف يُعْطيك ربُّك فترضى} يحتمل وجهين:
أحدهما: يعطيك من النصر في الدنيا، وما يرضيك من إظهار الدين.
الثاني: يعطيك المنزلة في الآخرة، وما يرضيك من الكرامة.
{ألمْ يَجِدْك يتيماً فآوى} واليتيم بموت الأب، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أبويه وهو صغير، فكفله جده عبد المطلب، ثم مات فكفله عمه أبو طالب، وفيه وجهان:
أحدهما: أنه أراد يتم الأبوة بموت من فقده من أبويه، فعلى هذا في قوله تعالى: {فآوى} وجهان:
أحدهما: أي جعل لك مأوى لتربيتك، وقيمّاً يحنو عليك ويكفلك وهو أبو طالب بعد موت عبد الله وعبد المطلب، قاله مقاتل.
الثاني: أي جعل لك مأوى نفسك، وأغناك عن كفالة أبي طالب، قاله الكلبي.
والوجه الثاني: أنه أراد باليتيم الذي لا مثيل له ولا نظير، من قولهم درة يتيمة، إذا لم يكن لها مثيل، فعلى هذا في قوله: {فآوى} وجهان:
أحدهما: فآواك إلى نفسه واختصك برسالته.
الثاني: أن جعلك مأوى الأيتام بعد أن كنت يتيماً، وكفيل الأنام بعد أن كنت مكفولاً، تذكيراً بنعمه عليه، وهو محتمل.
{وَوَجَدَكَ ضالا فهدى} فيه تسعة تأويلات:
أحدها: وجدك لا تعرف الحق فهداك إليه، قاله ابن عيسى.
الثاني: ووجدك ضالا عن النبوة فهداك إليها، قاله الطبري.
الثالث: ووجد قومك في ضلال فهداك إلى إرشادهم، وهذا معنى قول السدي.
الرابع: ووجدك ضالا عن الهجرة فهداك إليها.
الخامس: ووجدك ناسياً فأذكرك، كما قال تعالى: {أن تَضِل أحداهما}.
السادس: ووجدك طالباً القبلة فهداك إليها، ويكون الضلال بمعنى الطلب، لأن الضال طالب.
السابع: ووجدك متحيراً في بيان من نزل عليك فهداك إليه، فيكون الضلال بمعنى التحير، لأن الضال متحير.
الثامن: ووجدك ضائعاً في قومك فهداك إليه، ويكون الضلال بمعنى الضياع، لأن الضال ضائع.
التاسع: ووجدك محباً للهداية فهداك إليها، ويكون الضلال بمعنى المحبة، ومنه قوله تعالى: {قالوا تاللَّه إنك لفي ضلالك القديم} أي في محبتك، قال الشاعر:
هذا الضلال أشاب مِنّي المفرقا ** والعارِضَيْن ولم أكنْ مُتْحقّقاً

عَجَباً لَعِزّةَ في اختيارِ قطيعتي ** بعد الضّلالِ فحبْلُها قد أخْلقاً

وقرأ الحسن: {ووجدَك ضالٌّ فهُدِي}، أي وجَدَك الضالُّ فاهتدى بك، {ووجَدَك عائلا فأغنى} فيه أربعة أوجه:
أحدها: وجدك ذا عيال فكفاك، قاله الأخفش، ومنه قول جرير:
الله أنْزَلَ في الكتابِ فَرِيضةً ** لابن السبيل وللفقير العائلِ

الثاني: فقيراً فيسَّر لك، قاله الفراء، قال الشاعر:
وما يَدْري الفقيرُ متى غناه ** وما يَدْري الغنيُّ متى يَعيِلُ

أي متى يفتقر.
الثالث: أي وجدك فقيراً من الحُجج والبراهين، فأغناك بها.
الرابع: ووجدك العائلُ الفقير فأغناه الله بك، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بصوته الأعلى ثلاث مرات: «يَمُنّ ربي على وهو أهلُ المَنّ».
{فأمّا اليتيم فلا تقهر} فيه خمسة أوجه:
أحدها: فلا تحقر، قاله مجاهد.
الثاني: فلا تظلم، رواه سفيان.
الثالث: فلا تستذل، حكاه ابن سلام.
الرابع: فلا تمنعه حقه الذي في يدك، قاله الفراء.
الخامس: ما قاله قتادة: كن لليتيم كالأب الرحيم، وهي في قراءة ابن مسعود: {فلا تكْهَر}، قاله أبو الحجاج: الكهر الزجر.
روى أبو عمران الجوني عن أبي هريره أن رجلاً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال: «إن أردت أن يلين قلبك فامسح رأس اليتيم وأطْعِم المسكينَ»
{وأَمّا السائلَ فلا تنهر} في رده إن منعته، ورُدّه برحمة ولين، قاله قتادة.
الثاني: السائل عن الدين فلا تنهره بالغلظة والجفوة، وأجِبْهُ برفق ولين، قاله سفيان.
{وأمّا بِنَعْمِة ربِّكَ فحدث} في هذه النعمة ثلاثة تأويلات:
أحدها: النبوة، قاله ابن شجرة، ويكون تأويل قوله فحدث أي ادعُ قومك.
الثاني: أنه القرآن، قاله مجاهد، ويكون قوله: فحدث أي فبلّغ أمتك.
الثالث: ما أصاب من خير أو شر، قاله الحسن.
{فحدث} فيه على هذا وجهان:
أحدهما: فحدث به الثقة من إخوانك، قاله الحسن.
الثاني: فحدث به نفسك، وندب إلى ذلك ليكون ذِكرها شكراً. اهـ.